عندما كنا في مراحل التعليم العام، لم تكن هناك طرق للتعليم سوى التلقين من قبل المعلم، ولم يكن هناك مجال لمعرفة طبيعتنا البشرية والفردية في التعلم، وما هي أفضل الأنماط المناسبة لنا والتي تساعدنا على التعلم، فكنا نتفوق في بعض المواد، ونتعرض للفشل في البعض الآخر، مما أثار في نفسي سؤالاً يحوم حول لماذا هذا التباين في المستوى ما بين مادة وأخرى؟
ولم استوعب هذا التباين في المستوى الدراسي المتعلق بالمواد سوى اليوم، وتحديداً بعدما اطلعت على نموذج استبيان VARK والإجابة على محتواه، (علماً بأن نموذج فارك يعنى بتحديد نمط التعلم الخاص بي)، وبعد ظهور نتيجة ذلك الاستبيان اكتشفت بأن نمط أو استراتيجية التعلم الخاصة بي هي استراتيجية القراءة والكتابة.
ولم أتفاجئ كثيراً بهذه النتيجة، حيث ان شغف القراءة والاطلاع موجود في نفسي منذ زمن بعيد، كما أن الكتابة أعدها جزء مني وأنا جزء منها، فأنا أكتب (المقال، والشعر، وأصيغ الأخبار والتقارير، وكافة النصوص الأدبية المختلفة، وحالياً أجد نفسي مرتاحاً في كتابة المهام العلمية المطلوبة مني في هذه الجامعة دون صعوبة).
وبما أننا نتحدث عن انماط التعلم، فلا بد من توضيح مفهوم نمط التعلم، فمفهوم نمط التعلم كما قامت بتعريفه (خليفات، 2013، ص.13) "هو الطريقة التي يوظفها الطالب في اكتساب المعرفة"، وبعد معرفة التعريف أو المفهوم لا بد كذلك من التطرق إلى تعدد النظريات المتعلقة بأنماط التعلم وكثرتها، فتعدد النظريات يعود بسبب رغبة علماء التربية وعلم النفس في فهم كيفية تفكير المتعلمين أو الطلاب، وماهي الطرق الأنسب لهم في التعلم، ومن أمثلة هذه النظريات: نموذج كولب، نموذج هني وموموفورد، نموذج أنتوني جريجورس، نموذج سودبيري للتعليم الديمقراطي، ولكن يبقى أشهر النماذج هو نموذج فارك ("أنماط التعلم"، 2021)
ولو عدنا للنتيجة التي تحصلت عليها من خلال الاستعانة بنموذج فارك، الذي بين لي بأن طريقتي المثلى للتعلم هي "القراءة والكتابة"، سأقول بأنه لا من السهل توظيف هذه الاستراتيجية أثناء دراستي الجامعية، فكل ما عليّ القيام به هو القراءة والاطلاع والبحث عن المصادر والمراجع الموثوقة، وتدوين الملاحظات المهمة التي جاءت في تلك المراجع، ومن ثم تلخيصها وذلك للاستعانة بها لتدعيم وإسناد رأيي الشخصي في كافة الأعمال الكتابية المطلوبة مني.
وهذه الاستراتيجية الناتجة من الاستبيان، هي ذات الاستراتيجية التي اعتمد عليها واستخدمها من قبل، وهي فعالة جداً بالنسبة لي، وذلك بسبب تعدد فوائد القراءة، والتي منها: "تحفيز الدماغ، التخفيف من التوتر، زيادة المعرفة، تساعدك في توسيع مصطلحاتك، تقوية الذاكرة، تعزيز مهارات التفكير، وفوائد أخرى كالمساعدة في زيادة التركيز، وتحسين قدرات الكتابة، وزيادة الطمأنينة والهدوء، وزيادة التسلية وقت الملل" (نجار، 2018)
ومن خلال الاستبيان أيضاً، اكتشفت بأن هناك استراتيجيات أخرى أو أنماط أخرى مفيدة للمتعلمين كلٍ على حسب طريقته المثلى للتعلم، وهذه الأنماط هي: نمط التعلم البصري، نمط التعلم السمعي، نمط التعلم الحركي، وبإمكاني الاستفادة من هذه الأنماط بتحويل أيا من هذه الأنماط إلى النمط الكتابي، بحيث أقوم بكتابة وتدوين ما جاء في أي نمط كان وأجيّرها لصالحي وفق الطريقة المثلى بالنسبة لي، ألا وهي القراءة والكتابة.
ختاما، أذكر مقولة لـ وليام آرثرود "إن أبواب الإنجازات تتسع لذلك الشخص الذي يرى في الأشياء الصغيرة إمكانيات غير محدودة"("حكم وأقوال عن الأشياء:568 مقولة عن الأشياء"، بدون تاريخ)، لذا مهما تنوعت الاستراتيجيات وتعددت النظريات، فلا يمكنهم أن يغيروا فيك مثقال ذرة أو يحركوا فيك مقدار شعرة من إيمانك بنفسك، فأنت وحدك من تحدد هدفك وطريقة وصولك إليه.
_______________
"حكم وأقوال عن الأشياء:568 مقولة عن الأشياء". (بدون تاريخ). موقع حكم نت. استرجع بتاريخ أكتوبر 14، 2021. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
خليفات، نجاح عودة (2013). كيف نصل للطالب. (ص13). دار اليازوري العلمية
نجار، رزان. (2018، سبتمبر 03). فوائد القراءة ستشجعك عليها. موقع ويب طبيب. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
المراجع:
"أنماط التعلم"، (2021، يوليو 31) في موسوعة ويكيبيديا. استرجعت بتاريخ أكتوبر 13، 2021) تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا"حكم وأقوال عن الأشياء:568 مقولة عن الأشياء". (بدون تاريخ). موقع حكم نت. استرجع بتاريخ أكتوبر 14، 2021. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
خليفات، نجاح عودة (2013). كيف نصل للطالب. (ص13). دار اليازوري العلمية
نجار، رزان. (2018، سبتمبر 03). فوائد القراءة ستشجعك عليها. موقع ويب طبيب. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
إرسال تعليق