التوتر



أثبتت الدراسات والإحصائيات التي نشرت من قبل منظمة الصحة العالمية ("الأمراض القلبية الوعائية"، 2017)، بأن الأمراض القلبية الوعائية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم، إذ تم رصد الوفيات الناجمة من ذلك المرض لما يمثل 31% من مجموع الوفيات التي وقعت في عام 2015، ومن أصل هذه النسبة نجد بأن أكثر من ثلاثة ارباع الوفيات حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وقياسا على ما ذكر نستنتج بأن سكان البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل هم الأكثر عرضة للوفاة بالأمراض القلبية، وذلك ناتج للعوامل النفسية المؤثرة على الإنسان كـالتوتر والقلق حول رحلة البحث عن الحياة الرغيدة، علماً بأن هذه العوامل قد تؤدي إلى ظهور عوامل سلوكية خطرة على الفرد، كاتباع نظام غذائي غير صحي، وتعاطي التبغ، وتعاطي الكحول، بالإضافة إلى الخمول البدني.

ولتجنب هذه العوامل النفسية ومدى تأثيرها السلبي علينا، تأتي أهمية إدارة التوتر والضغوط في تسيّر وتوجيه عجلة الحياة نحو الطريق السليم الخالي من الأمراض، وجعل حياتنا تتجه للأفضل.

وللعلم فإن علماء النفس قد قاموا بتعريف مفهوم الضغوط النفسية وذكروا بأن "هذا المفهوم يشير إلى وجود عوامل خارجية ضاغطة على الفرد سواء بكليته أو على جزء منه" (طه وآخرون، بدون تاريخ، ص 256)، وعلى الصعيد الشخصي، فإن حياتي لا تخلو من بعض تلك العوامل الخارجية المؤثرة على الذات وتتسبب لي بالضغوط النفسية، وهذا أمر طبيعي في حياة تمتلئ بالمنغصات والهموم المتعددة والمتنوعة، وجراء تلك الضغوط فقد أشعر بالتوتر والقلق، وهذه المشاعر حين تنتابني فإنها قد تفقدني التركيز ،وتؤرق منامي، مما يؤدي إلى ظهور بعض المشكلات الصحية كالصداع، وفقدان الشهية، وتثير لدي الرغبة الشديدة في التدخين!!

وبناءً على تقنيات إدارة الضغوط واستراتيجياتها أحاول قدر الإمكان التقليل من مستويات الشعور بالضغط والتوتر، وذلك باستخدام أحد الاستراتيجيات التالية:
  • طرد الأفكار السلبية: وذلك عن طريق اللجوء إلى محاولة الاستمتاع بوسائل الترفيه كمشاهدة الأفلام أو المسرحيات الكوميدية، أو التوجه إلى الأصدقاء وقضاء بعض الوقت معهم.
  • ممارسة الرياضة: وقد يكون أبسطها رياضة المشي في الهواء الطلق.
  • طلب المساعدة والدعم ممن أثق بهم أو من ذوي الاختصاص.

وهناك استراتيجيات أخرى لم أذكرها، بل اكتفيت بذكر ثلاثة منها فقط، إذ أن الاستراتيجيات أو التقنيات المذكورة أرى بأنها قد ساهمت بشكل كبير في تحسين الحالة المزاجية الخاصة بي، وقللت من مستوى الشعور بالضغط، وأخذت حياتي لمنحى آخر أفضل من ذي قبل.

ختاماً أوجه رسالتي لذاتي قبل أن أوجهها لأي شخص آخر، وأدوّن بها: بأن الحياة قد تكون مرهقة ومثيرة للضغوط، وقد تمتلئ بالمنغصات والهموم التي قد تقضي على أعمارنا، وتؤثر على صحتنا بسوء ما لم نحسن التعامل معها، لذا من الواجب علينا جميعاً أن ندرك بأن كل شيء سيمضي ويعبر وينتهي، ويجب علينا أيضاً ألا نهوّل الأمور أو نعطيها أكبر من حجمها، وألا نصبح كبيت النمل حتى لا نتعرض للغرق بنقطة ماء، أو كما قيل في المثل الفارسي "في بيت النملة تصبح قطرة الماء طوفاناً" (حمدان، 2016)، ولنتذكر جميعاً "أن الضغوط النفسية جزء من الحياة ولن تختفي أبدًا، ولكن لديك الأدوات اللازمة لمنع الضغوط النفسية من السيطرة على حياتك، واستخدم هذه الأدوات وانتفع بها" (طلعت،2017).



_______________

المراجع:

"الأمراض القلبية الوعائية". (2017، مايو 17). منظمة الصحة العالمية. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
حمدان، سامر. (2016، مارس 30). حكمة عن الماء. موقع موضوع. استرجع بتاريخ أكتوبر 18، 2021. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
طلعت، سحر (2017، يونيو 26). 8 استراتيجيات لمنع انتكاسات الضغوط النفسية. موقع صحتك. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
طه، فرج وقنديل، شاكر وأبو النيل، محمود ومحمد، حسين. (بدون تاريخ). معجم علم النفس والتحليل النفسي، (ص،256). بيروت: لبنان، دار النهضة العربية للطباعة والنشر.

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

من نحن

الكثيري إنفو - موقع شخصي مبني من خلال منصة بلوجر للكاتب الإعلامي والشاعر خالد الكثيري

عدد زيارات الموقع