إدارة الوقت



قرأت في "ما لم تقرأه من قبل عن مهارات إدارة الوقت" (إبراهيم، 2018)، بأنه في عام 2017 في اليابان، غادر قطار تابع لشركة تسوباكا إكسبريس من محطة الانطلاق قبل الموعد الرسمي للرحلة بـ 20 ثانية، وهذا الأمر أدى إلى قيام الشركة بتقديم اعتذار رسمي لكافة عملائها، وذلك يعود لسعيهم الدؤوب للالتزام بالمواعيد واحترامهم الشديد للوقت، وفي موقف مشابه حدث في 2018 أصدرت شركة جي أر- وست بيان اعتذار آخر بسبب مغادرة القطار التابع لهم مبكرا قبل الرحلة بـ 25 ثانية، وتم وصف الحدث من قبل الشركة بكونه "عملاً لا يمكن تبريره".

فمن خلال الموقفين السابقين نجد بأن للوقت أهمية كبرى لابد وأن نحترمها، وهذا الاحترام سينعكس على احترام الآخرين لنا وكسب ثقتهم بنا، ويظهر لهم مدى جديتنا في تحقيق النجاح، وانضباطنا، وكفاءتنا في كيفية إدارة الوقت.

كما إن ادارة الوقت عملية تتطلب مهارة عالية لأنها تشتمل على استراتيجيات ينبغي التدرب عليها للنجاح في استثماره، ولهذا قررت أن أخوض أولاً تجربة تقييم للذات لمعرفة جدوى الطريقة التي أتبعها في تنظيم الوقت وإدارته، وذلك عن طريق الاستعانة بـ النموذج المقدم من قبل (السويلم، بدون تاريخ، ص 16)، وهو نموذج يتم من خلاله تحديد أسلوب وطريقة تعامل المتدرب مع الوقت، وبعد التجربة والإجابة على النموذج بمصداقية ووضوح، تبين لي بأني احتاج إلى عملية تطويرية كبيرة في السيطرة والتحكم بالوقت وإدارته.

وبالمقارنة بين طريقة تنظيم وقتي الشخصي مع طريقة تنظيم الوقت الفعال المثالي، أجد بأن طريقة تنظيم وقتي الشخصي بعيدة نوعاً ما عن طريقة تنظيم الوقت الفعال المثالي، وذلك عائد للعوامل التي تؤثر على استخدامي للوقت: كالاستيقاظ المتأخر عما يجب، والاضطرار في بعض الأحيان لتجنب الواجبات والأعمال الكبيرة حتى اللحظات الأخيرة، وكذلك قطع الأعمال التي أقوم بها للقيام بأمر آخر أو الاستجابة للمقاطعات التي تعترضني أثناء القيام بالأعمال، كاستقبال الزوار، أو الاجتماعات أو حتى بسبب المكالمات الهاتفية، بالإضافة إلى عدم الالتزام بمواعيد محددة لأداء المهمات، ويعود ذلك لعدم التخطيط أو التفكير في الأعمال اليومية، وفي نهاية اليوم أتفاجئ بأن الوقت قد ذهب دون أدنى فكرة عما قمت بتأديته، أو مدى استفادتي الفعلية من ذلك الوقت الذي مضى.

وهنا يتوجب عليّ أن استعين بالاستراتيجيات المثلى لتنمية قدراتي الشخصية على إدارة الوقت، وقد تكون الاستراتيجيات التالية هي الأنسب بالنسبة لي، وهي الأقرب على نفسي نظراً لنمط شخصيتي الموصوفة من ضمن الشخصيات التي تتعلم بنمط القراءة والكتابة، ومن هذه الاستراتيجيات:
  • إعداد قائمة المهام: حيث تتطلب هذه القائمة إلى عملية تدوين كل المهام المطلوب إنجازها، سواء في اليوم أو الأسبوع أو الشهر، وهي طريقة أشبه بنظام تدوين الأهداف التي نسعى لتحقيقها، خلال مدة زمنية محددة.
  • تحديد الأولويات وترتيبها: هنا يتطلب الأمر لإنجاز المهام المدونة في القائمة المعدة مسبقاً، وذلك على حسب الأهمية والأولوية الزمنية للإنجاز.
  • التغلب على مسببات الإلهاء: التفرغ التام لإنجاز المهام بعيدا عن مسببات الإلهاء، أو تجنب الاستجابة للمقاطعات التي تعترض القيام بالأعمال.

وبعد أن قمت بتحديد الاستراتيجيات المثلى والمتوافقة مع طبيعتي الشخصية، وتصوري لكيفية تطبيقيها، أرى بأن الوقت كان مهدرا من قبلي، لذا لابد بالفعل من مراجعة نفسي، وتحسين أداء انجازي للمهام من خلال الاهتمام أكثر بإدارة الوقت، إذ أن لإدارة الوقت فوائد كما ذكرها (محيسن،2018) إذ أنها تساهم في "تحقيق التوازن، وتحقيق المزيد من الإنجازات في وقت أقل، بالإضافة إلى تحقيق الأهداف بصورة سريعة"، وقد صدق الإمام الشافعي حين قال "الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك" (بن شماء،2020).



_______________

المراجع:

إبراهيم، منجية. (2018). ما لم تقرأه من قبل عن مهارات إدارة الوقت. موقع مدونة خمسات. استرجع بتاريخ 2021، أكتوبر 21. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
بن شماء، عبدالله. (2020، أغسطس 28). عبدالله بن شماء يكتب: الوقت كالسيف. موقع نون الإخبارية. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
السويلم، عمر بن عبد الله. (بدون تاريخ). الوحدة الخامسة كيف تدير وقت (1). برنامج السنة التحضيرية – مهارات الدراسة الجامعية [وثيقة PDF]. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
محيسن، خالد. (2018، نوفمبر 18). ما هي فوائد تنظيم الوقت. موقع موضوع. استرجع بتاريخ 2021، أكتوبر 21. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

من نحن

الكثيري إنفو - موقع شخصي مبني من خلال منصة بلوجر للكاتب الإعلامي والشاعر خالد الكثيري

عدد زيارات الموقع