مخرجات التعلم



ما بين التعلم التعاوني وتقييم الأقران المبنيان على أساسيات وأخلاقيات التعامل عبر الانترنت، وسيراً على منهاج النزاهة الأكاديمية والسلوك الأخلاقي، وضعت قدمي على أول خطوة من مشوار الألف ميل، وقطعت تذكرة الترحال تجاه قمة الهرم المنشود والمتوج بالنجاح الأكاديمي.

حيث كان هدفي واضحاً في سبيل نيل شهادة علمية تساعدني في الرقي الثقافي والاجتماعي، وتزيد من فرص الحصول على وظائف ذات عوائد مالية مناسبة تساهم في مواكبة متطلبات الحياة المختلفة.

ومشوار تقدمي نحو الهدف كان مقاساً بالتقديرات العالية التي تحصلت عليها نظير عملي الدؤوب باستخدام قواعد الاستدلال المنطقي، للتميز بين الحقائق والآراء في استقراء المعطيات، واستنباط المطلوب، واستنتاج الحقائق والمعلومات، وعلمياً تسمى تلك القواعد بما يسمى بالتفكير الناقد، كما عرفه "رود" وذكره الجريوي وآخرون (2018) في الجلسة الحادية عشر من كتاب مهارات الجامعية.

كما أن الهدف قابل للتحقيق، بحكم شغفي وخبرتي المتقدمة في مجال الكتابة والقراءة، ذلك الشغف الذي علمت بأنه ليس مجرد شغف فحسب، بل هو نمط من أنماط الشخصيات المتعلقة بالتعلم، وأنها الاستراتيجية المثلى لمن هم مثلي في التعلم بشكل أفضل، ولم أكن أعرف ذلك قبل أن استعين بنموذج "استبيان VARK"، وهو النموذج الأمثل والذي يحدد كيف يتعلم المتدرب بشكل أفضل.

وتطرقاً للهدف المذكور، فإن هدفي يصنف من ضمن الأهداف الذكية التي تم ذكرها في موضوع " الأهداف الذكية: كيف تخطط وكيف تحقق؟" (إبراهيم، 2018)، في كونه يساعدني على التحقق والتأكد من سلامة السير في الطريق الصحيح، في سبيل تحقيق الهدف المنشود بكفاءة وفعالية عالية في أقرب وقت وأقل جهد.

ولا أنسى بأن كفاءتي العالية ورغبتي في تحقيق الإنجازات، تعدان من عوامل المحفزات الداخلية التي تدفعني نحو التقدم، واعتبرهما كذلك من ضمن العوامل أو الاستراتيجيات التي استند عليها في عملية التعلم النشط التي تعيشني في أجواء الرحلة الممتعة والمتجهة نحو النجاح، وهما زادي الذي اقتات عليه في رحلة التعلم الموجه ذاتياً، علماً بأن "مالكوم نولز" قد وصف هذا النوع من التعلم بأنه "العملية التي تتيح للفرد المبادأة في تشخيص حاجته للتعلم، وصياغة أهدافه التعليمية، وتحديد مصادر المعرفة، ووضع خطة تعليمية ملائمة، وأخيرا تقييم نتائج تعلمه" (غنيم، 2019).

والشيء بالشيء يذكر، فبما أنني قد ذكرت عوامل التحفيز الداخلي، فلا بد كذلك من أن أذكر أهم عنصر من عناصر المحفزات الخارجية، ألا وهو: نظام التعلم الإلكتروني المتبع في جامعة UoPeople، حيث ان هذا النظام مكنني من مواصلة رحلة التعلم دون أن تعيق مواصلة التزاماتي الحياتية الأخرى، رغم امتلاء الحياة بالضغوط والمنغصات، تلك الضغوط التي وصفتها (طلعت،2017) بأنها " جزء من الحياة ولن تختفي أبداً" ولابد من استخدام الأدوات المساعدة لمنعها من السيطرة أو التأثير على حياتنا.

وجميع ما ذكر سابقاً، تم تدوينه بعد الاستعانة باستراتيجية تدوين الملاحظات، وتحديدا استراتيجية طريقة كورنيل، إذ أن هذه الطريقة تساعد "على تنظيم الملاحظات من خلال ملخص سهل الفهم. وهي فعّالة لأنك ستكتب النقاط الرئيسية والتفاصيل والإشارات وكذلك الملخص في مكان واحد" ("5 طرق علمية لتدوين الملاحظات"، 2019).

وقد يبدو بأن ما تم ذكره نموذجاً مثالياً لرحلة تعلم طالب في جامعة UoPeople، إلا وأن الحقيقة الغائبة عن الجميع، وبالرغم من التصور المثالي الناتج مما ذكر إلا وأني افتقد لمهارة إدارة الوقت، ولم أكتشف ذلك إلا بعد أن قمت بتقييم ذاتي من خلال النموذج المقدم من قبل (السويلم، بدون تاريخ، ص 16)، والذي أظهر لي حاجتي للتطوير الذاتي في عملية السيطرة والتحكم بالوقت وإدارته، وهذا ما بدأت بتنفيذه فعلاً، وذلك عن طريق إعداد قائمة للمهام المطلوب مني إنجازها، وتحديد الأولويات وترتيبها، والتغلب على مسببات الإلهاء، وهذا يعد أهم استراتيجية وأكثرها فائدة تعلمتها خلال هذا المقرر، مع العلم بأن أكثر ما أثار اندهاشي من خلال ما تعلمته في هذا المساق، هو أن جميع الزملاء بمختلف أعراقهم ومختلف مستويات ثقافتهم العلمية والاجتماعية، ملتزمون باستراتيجيات أخلاقيات التعامل عبر الانترنت، وملتزمون بتقديم النصح والإرشاد والتقويم والتصحيح لبعضهم البعض، دون إساءة أو تقليل من شأن الآخر، وهذا هو النموذج التعليمي الفريد الذي تتصف به استراتيجية تقييم الأقران.

وبما يخص عملية تقييم الأقران، ففي البدايات كنت متحفظا عن إبداء الرأي حول هذه العملية بحكم حداثة الأسلوب بالنسبة لي وعدم التدرب عليه بشكل كافي، ولكن مع مرور الأيام بدأت اعتاد على الأمر، وأرى بأنه ممتع ومفيد في تبادل الآراء والأفكار وإثراء المعلومات فيما بين الجميع، وبالتالي بدأت أهتم بالمؤثرات النفسية في اختيار الكلمات التي لها وقعها الخاص على المتلقي، بحيث تصبح مناقشاتي وأعمالي الكتابية متلائمة مع كافة المستويات الثقافية والفكرية المختلفة لدى الزملاء، وهذا نتاج لما تعلمته من خلال تقييم واجبات الزملاء، واستنتاجي لمدى مستوى تركيزهم في تغطية كافة الجوانب المتعلقة بالواجبات، بالإضافة إلى طريقة فهمهم للإيفاء بالمتطلبات.

وبشأن الإيفاء بالمتطلبات، أعتقد بأني استوفيت متطلبات المجلة لهذا الأسبوع، واعتقد كذلك بأني وصلت إلى نهاية المحطة الأولى في الرحلة المتجهة نحو النجاح الأكاديمي، بقيادة الدكتورة إسراء الخشاب، وبمساعدة الزملاء والزميلات، الذين أكن لهم جميعاً الشكر والعرفان على ما بذلوه من جهد خلال الفترة الماضية، وأتمنى لي ولهم التوفيق والنجاح في كافة جوانب الحياة.

  1. "5 طرق علمية لتدوين الملاحظات". (2019، مايو 09). موقع العلوم للعموم. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
  2. إبراهيم، منجية. (2018). الأهداف الذكية: كيف تخطط وكيف تحقق؟. موقع مدونة خمسات. استرجع بتاريخ 2021، أكتوبر 23. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
  3. "استبيان VARK". (بدون تاريخ). موقع VARK، تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
  4. الجريوي، عبدالمجيد والترتوري، محمد والعسكر، عادل. (2018). الجلسة الحادية عشر - المهارات الجامعية. تم الاسترجاع من الرابط
  5. السويلم، عمر بن عبد الله. (بدون تاريخ). الوحدة الخامسة كيف تدير وقت (1). برنامج السنة التحضيرية – مهارات الدراسة الجامعية [وثيقة PDF]. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
  6. غنيم، عادل. (2019، يناير 31). التعلم الذاتي والمعرفة مدى الحياة، صحيفة اليوم السعودية. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

من نحن

الكثيري إنفو - موقع شخصي مبني من خلال منصة بلوجر للكاتب الإعلامي والشاعر خالد الكثيري

عدد زيارات الموقع