مهارات التفكير الناقد



الإنسان هو الكائن الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بالعديد من النعم، ومن ضمن هذه النعم، نعمة "العقل"، فنعمة العقل تعد ميزة للإنسان تميزه عن سائر الكائنات الأخرى، والعقل البشري يعد مركزاً للإدراك، والتمييز، والتفكير والتحليل، ومن هذا المنطلق سنسلط الضوء في مقالنا هذا على نقطة "التفكير".

فمفهوم التفكير كما عرفته (قطامي،2001) عبارة عن" عملية ذهنية يتطور فيها المتعلم من خلال عمليات التفاعل الذهني بين الفرد وما يكتسبه من خبرات، بهدف الوصول إلى افتراضات جديدة عن طريق تطوير الأبنية المعرفية".

وللتفكير أنماط وأساليب مختلفة، وقد تطورت هذه الأساليب عبر الزمن لتتناسب مع قدرات الانسان ومستويات تفكيره، بالإضافة إلى تطور الوسائل المساعدة لعمليات التفكير، كما أن للتفكير مراحل قد قسمها (قنديلجي،2008) إلى ثلاث مراحل أساسية: "المرحلة الحسية، المرحلة الفلسفية التأملية، المرحلة العلمية التجريبية".

ولو عدنا لأنماط التفكير سنجد بأن التفكير الناقد يعد أسلوبا من هذه الأساليب، والتفكير الناقد كما قام بتعريفه رود (2007) هو:" قدرة الإنسان على استخدام قواعد الاستدلال المنطقي وتجنب الأخطاء الشائعة في الحكم" (الجريوي وآخرون، 2018)

وللتفكير الناقد مهارات خاصة به، ولقياس هذه المهارات ظهرت طرق كثيرة واختبارات وتصنيفات، لعل من أشهرها تصنيف واطسون وجليسر وهي اختبارات تقيس كل مهارة على حدة من مهارات التفكير الناقد، كما ذكرها (الجريوي وآخرون، 2018) وهي "مهارة التمييز بين الحقائق والآراء، مهارة التعرف على الافتراضات، ومهارة الاستنتاج، ومهارة الاستقراء، وأخيرا مهارة الاستنباط".

ونظراً لاختلاف إمكانيات الفرد منا عن الآخر في العطاء والتفكير، وتفاوت القدرة المهاراتية فيما بيننا كطلبة، فإن الشركات تشتكي من ضعف هذه المهارات لدى الخريجين الجدد، بحكم أنها تتطلع أن يكون الخريج مجهزاً تجهيزاً تاماً باكتساب المهارات خلال مسيرته التعليمية، لذا فإن الشركات تبررون هذا الضعف بقولهم "ربما يكون الطلاب على علم بما هو موجود في الكتب، لكن ليس لديهم القدرة على تطبيق ما في تلك الكتب في مجالات الابتكار والتفكير المنطقي وحل المشاكل المعقدة من خلال العمل في فريق" (BBC، 2015).

ومن خلال ما ذكر، نستنتج أهمية اكتساب مهارة التفكير النقدي، لذا من الواجب علينا أن نطور من أنفسنا في هذه المهارة، من أجل أن نتمكن من كشف الحقائق، واستنباط الأفكار أو الاستقراء، لإيجاد الحلول المناسبة للكافة الأمور المختلفة في الحياة.



__________________________

المراجع:

قطامي، نايفة. (2001). تعليم التفكير للمرحلة الأساسية. عمّان، الأردن. دار الثقافة للنشر والتوزيع.
قنديلجي، عامر. (2008) البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية والإلكترونية. دار اليازودي العلمية.
الجريوي، عبدالمجيد والترتوري، محمد والعسكر، عادل. (2018) المهارات الجامعية. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
ما هو السبب الحقيقي لعدم عثور الخريجين الجدد على عمل. (2015،ديسمبر 29). بي بي سي عربي. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

من نحن

الكثيري إنفو - موقع شخصي مبني من خلال منصة بلوجر للكاتب الإعلامي والشاعر خالد الكثيري

عدد زيارات الموقع