مهارات تدوين الملاحظات




"لولا النسيان لمات الإنسان لكثرة ما يعرف" (منيف، بدون تاريخ)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه (الشليّه، 2016)، وقد قيل بأن الإنسان سمي بهذا الاسم لكثرة نسيانه، ومن هذا المنطلق لابد من وجود بعض الوسائل المساعدة للتذكر أو الحفظ أو تنشيط الذاكرة في مجمل الأمور الحياتية بشكل عام، وفيما يخص المذاكرة والدراسة بشكل خاص.

وللتذكر أهمية خاصة في العملية التعلمية وهو بمثابة حجر الأساس، حيث يجب علينا أن نعرف كيف نتعلم، وكيف نذاكر، وما هي الطرق والاستراتيجيات الصحيحة لتذكر المعلومات واسترجاعها لاحقاً، سواء في أداء الاختبارات، أو أثناء تأدية مهمة معينة تتطلب منا استخدام المعلومات التي سبق أن تعلمناها أو قرأناها هنا وهناك، وهذا الأمر سيرتبط ارتبطاً وثيقا بمستوى أداء الفرد منا.

ولتجاوز عملية النسيان وترسيخ عمليات التذكر وتنشيط الذاكرة، ظهر ما يسمى بتدوين الملاحظات، واستراتيجيات خاصة بها، وقد تم تلخيص أفضلها في خمس طرق مختلفة، وهي: طريقة كورنيل، الخريطة، طريقة المخطط التفصيلي، وطريقة الرسم البياني، وأخيراً طريقة الجملة.

بالرغم من تعدد الطرق إلا وأنه" لا يوجد طريقة أفضل من الأخرى، بل يمكنك اختيار الطريقة التي تناسبك أياً كانت" ("5 طرق علمية لتدوين الملاحظات"، 2019)، ولذا فإني أرى بأنه من الأنسب لي من ضمن هذه الطرق هي الطريقة التي تسمى بطريقة كورنيل، وذلك بسبب بساطتها في عملية التدوين، وسهولة تذكر تذكرها بالنسبة لي، إذ أنها تعتمد على تقسيم صفحة التدوين إلى ثلاثة أقسام (عمودين وصف)، حيث أننا نقوم بتدوين الكلمات المفتاحية أو الرئيسية في العمود الأيمن*، والملاحظات المتعلقة بتلك الكلمات في العمود الأيسر، وأما الصف سيكون عبارة عن مساحة نقوم فيها بكتابة الملخص النهائي لتلك الملاحظات بأسلوبنا الخاص لتسهيل عملية التذكر.

*ملاحظة: الحديث هنا عن التدوين باللغة العربية حيث نعتمد على اتجاه الكتابة، ولو كان التدوين باللغات الأخرى سيكون تقسيم الأعمدة بالعكس، أو أن العمود الأيسر للكلمات المفتاحية، والعمود الأيمن للملاحظات.

وقد ساعدتني طريقة كورنيل في تسهيل عملية التذكر والاسترجاع عند الحاجة، وذلك نظراً لعمليات الربط ما بين الكلمة المفتاحية والملاحظة المرتبطة بها، بالإضافة إلى سهولة تلخيصها المعتمدة على طريقتي الخاصة في اختيار الكلمات والأسلوب اللغوي الخاص بي، ولا توجد مقارنة بين هذه الطريقة وبين الطرق أو الاستراتيجيات الأخرى، حيث أن كل استراتيجية من استراتيجيات تدوين الملاحظات لها اسلوب معين وطريقة لسرد المعلومات فيها، لكن جميعها تلتقي في النهاية بخلاصة واحدة، وهي كتابة ملخص منظم ومختصر للمادة العلمية بحيث يسهل الرجوع إليها واستذكارها، وبإمكان المتعلم اثناء تدوين الملاحظات استخدام اسلوب واحد أو عدة اساليب في نفس الوقت، كما ان التغير يمكن ان يكون بحسب التخصص لان بعض طرق التدوين تناسب بعض التخصصات دون الأخرى.

ختاماً: لكل منا أسلوبه الخاص في (التعلم، الفهم، التذكر، وكذلك تدوين الملاحظات) فلا عليك سوى أن تتبع الأسلوب الأمثل بالنسبة إليك للوصول إلى مبتغاك.



__________________________

المراجع:

"5 طرق علمية لتدوين الملاحظات". (2019، مايو 09). موقع العلوم للعموم. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
الشليّه، عبالدالعال. (2016، سبتمبر 17). حديث: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. موقع الألوكة. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا
منيف، عبدالرحمن. (بدون تاريخ). موقع مقولة. تم الاسترجاع من الرابط إضغط هنا

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

من نحن

الكثيري إنفو - موقع شخصي مبني من خلال منصة بلوجر للكاتب الإعلامي والشاعر خالد الكثيري

عدد زيارات الموقع