العولمة والنوايا غير المعلنة


العولمة والنوايا غير المعلنة

بالرغم من الجهود المبذولة في تحويل المجتمع العالمي إلى قرية صغيرة تحت ما يسمى بظاهرة العولمة، والعمل أيضا على المحافظة على الحقوق الإنسانية بكافة أشكالها بشكل إيجابي، إلا وأن الفكرة الأساسية للعولمة لا تزال تحمل بين طياتها العديد والعديد من السلبيات، وذلك في ظل وجود النوايا غير المعلنة والمتسترة خلف رداء الأهداف السامية من قبل بعض الدول المتقدمة وقاداتها التي تتصدرها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تسعى للبقاء على سلطتها المهيمنة على هذا الكوكب، ومن هذا الأمر نشأ وتولد الشعور والاحساس بالظلم والغبن من بعض المجتمعات الأخرى المتواجدة في الدول النامية بسبب حرمانهم من حقوقهم، مما أدى إلى ظهور الرغبة الشديدة للمقاومة لاسترداد الحق المسلوب منهم، وقد تم تسمية هذه الرغبة للمقاومة من قبل الدول المتقدمة بالإرهاب.

وحينما نتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية سنجد بأنها في الأساس من ضمن المؤسسين لمنظمة الأمم المتحدة عن طريق رئيسها فرانكلين روزفلت وكان ذلك في عام 1942، وبعد خمسة أعوام وبناءً على ما ذكر في موقع الأمم المتحدة حول تاريخ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (بدون تاريخ) تألفت لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة من 18 عضواً من خلفيات سياسية وثقافية ودينية مختلفة، وانبثقت من هذه اللجنة، لجنة أخرى مختصة بصياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان برئاسة الأمريكية السيدة إليانور روزفلت أرملة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، وقد ذكر في المواد 3 و9 والفقرة الثانية من المادة 17 من نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (بدون تاريخ) على التوالي:
  • لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه.
  • لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا.
  • لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفا.

وبالرغم من ذلك نجد بأن الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة في عام 1947م قد اتخذت قرارا ينص على إقامة دولة يهودية في فلسطين، كما قامت بمطالبة أهالي فلسطين باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار بأنفسهم، بالإضافة إلى أن اعتراف الأمم المتحدة بحق الشعب اليهودي في إقامة دولته غير قابل للإلغاء. ("إعلان إقامة دولة إسرائيل"، بدون تاريخ)

ومن هذا المنطلق نجد بأن هيئة الأمم المتحدة ما هي إلا أداة في يد الدول الغربية وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وذلك لاستصدار قرارات ملزمة من مجلس الأمن ضد الدول المعارضة لسياستها والتدخل في السياسات الداخلية للدول. (حميطوش، 2011)

وفي اعتقادي أرى بأن العولمة بالرغم من روعة فكرتها في توحيد العالم عبر إزالة الحدود الجغرافية ما بين الدول، وتحويل العالم إلى قرية صغيرة، إلا وأن الأمر لابد وأن يكون وفق سياسة الترغيب وليس الترهيب، أي بمعنى أن نترك الشعوب والدول هي من تقرر مصيرها وتظهر رغبتها في العولمة دون إجبار أو فرض سيطرة أو تدخل خارجي، وذلك حتى لا يصبح الأمر كما هو الآن، عبارة عن سيطرة وهيمنة دولية من الدول المتقدمة على الدول النامية وشعوبها، فسياسة الترغيب أرى بأنها انعكاس وتجسيد حقيقي ومفترض لمبادئ حقوق الإنسان، بعيدا عن الرسائل المنشورة والنوايا المخفية.

--------------------------------

المراجع


"إعلان إقامة دولة إسرائيل". (بدون تاريخ). مؤسسة الدراسات الفلسطينية، [وثيقة PDF]. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا
"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". (بدون تاريخ). موقع الأمم المتحدة. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا
"تاريخ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". (بدون تاريخ) موقع الأمم المتحدة. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا
حميطوش، يوسف. (2011 سبتمبر 30). العولمة وحقوق الإنسان [وثيقة PDF]. دراسات استراتيجية. الجزائر: مركز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعلمية. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

من نحن

الكثيري إنفو - موقع شخصي مبني من خلال منصة بلوجر للكاتب الإعلامي والشاعر خالد الكثيري

عدد زيارات الموقع