عقد في غابات بريتون في نيوهامبشر بالولايات المتحدة الأمريكية مؤتمرا دوليا سمي بمؤتمر (بريتون وذر) وكان ذلك في شهر يوليو من عام 1944م، وخلال المؤتمر تم الإعلان عن تأسيس صندوق النقد الدولي، إذ أن هذا الصندوق يمثل الجانب النقدي في النظام الرأسمالي، في حين نجد بأن الجانب المالي يتمثل بمجموعة البنك الدولي (البنك الدولي، مؤسسة التمويل الدولية، بالإضافة إلى مؤسسة التنمية الدولية) كما تم ذكره من قبل عبدالله الجناحي (2000)، وهذه المؤسسات والمنظمات المالية الدولية تم إنشاؤها نظرا للأزمات الاقتصادية الخانقة التي تعرضت لها معظم الدول بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهي تعمل على تقديم القروض والمنح طويلة الأجل بفوائد ميسرة ومنخفضة، "ويتم تقديم هذه التسهيلات المالية إما إلى مشاريع حكومية أو إلى مشاريع تابعة للقطاع الخاص، وبالعادة تكون الدول النامية والفقيرة أو المتضررة هي صاحبة الحظ الأكبر في الحصول على هذه التمويلات" (بكير، 2022).
وقد تفرض المؤسسات المالية الدولية آليات خاصة على بعض الدول وذلك من أجل الاستفادة من التسهيلات المالية الممنوحة لها من قبل هذه المؤسسات، ومن هذه الآليات على سبيل المثال (برامج إعادة الهيكلة) كما ذكرها لخضر طوير (2013) والتي تتوجب على الدول أن تتقيد بها، مثل:
- تخفيض المصاريف الحكومية
- إزالة العوائق أمام التجارة الدولية
- التخلي عن دعم الحكومي للسلع والسماح بحرية تحديد الأسعار حسب قانون السوق
- خصخصة المؤسسات العامة
- دعم عملية التصدير
ومن وجهة نظري الشخصية، أرى بأن هذه القيود والآليات منطقية بالنسبة للمؤسسات المالية، وذلك من أجل ضمان استرداد القروض في أسرع وقت ممكن دون عوائق أو تعرضها للوقوع في مخاطر عدم قدرة المستفيدة على السداد والتعثر، وفي المقابل أرى بأن هذه الآليات قد تعرض الدول النامية لمساوئ أكثر، وذلك بسبب عدم قدرتها على المنافسة مع سلع الدول المتقدمة، وارتفاع الأسعار بسبب إزالة الدعم الحكومي، بالإضافة إلى التأثير السلبي على القطاع العام نظير تخفيض المصاريف الحكومية، مما يعكس سلبا على المستوى العام لمداخيل الشعب ومستوى معيشتهم.
ويجدر علينا الإشارة إلى أن وقوع أي خطر على أي دولة قد يؤثر أيضا على دول أخرى، وما يؤكد هذا الأمر هو ما حدث للمكسيك عام 1982، حيث ذكر فيليب موروديفارج (بدون تاريخ) بأن المكسيك قد قامت بالتوقف عن مدفوعاتها بسبب تعرضها للإفلاس في عام 1982 ، وهذا الأمر تسبب في الذعر العالمي وأسفر عن تحلل النظام الاقتصادي والمالي الدولي، وتم كبت الأمر بمجموعة من التدابير كـ إعادة جدولة الديون واتخاذ إجراءات استثنائية بين صندق النقد الدولي والدول المدينة ووضع سياسة تصحيح هيكلي، من خلال إنشاء سوق ثانوية للديون تباع وتشترى فيها سندات الدين.
وقد تكرر الأمر في عام 1994، ولكن في هذه المرة استعان الرئيس الأمريكي حينذاك (بل كلنتون) بنفوذه السياسية وتمكن من أن يتحصل على 50 مليار دولار معونة من صندوق النقد الدولي دعما للمكسيك، وهذا التدخل الأمريكي لم يأتِ إلا خوفا من انهيار المشروع الأمريكي لإقامة وحدة اقتصادية لعموم أمريكا.
وفي اللحظة التي حظيت بها المكسيك بالإنقاذ العالمي، تفجر تمرد في ولاية تشياباس، ويعود هذا التمرد نظرا للصرامة الاقتصادية والمالية التي فرضتها العولمة على المكسيك، وقد تلجأ الشعوب لمواجهة تسلل العولمة إلى ما هو أكثر فعالية لديها كـ تاريخها، أساطيرها وخرافتها!!
وخلاصة لما تم ذكره، نجد بأن المؤسسات والمنظمات المالية الدولية تساعد البلدان النامية والفقيرة بتقديم الدعم المادي لهم، مقابل فرض برامج إعادة الهيكلة، من أجل أن تتمكن تلك الدول من اندماجها في السوق العالمي، وقد يكون الأمر مفيدا لحكومة الدول لرفع مستواها الاقتصادي، ولكن الناتج قد يكون سلبيا على الشعوب ومستوى معيشتهم بسبب تدنى الأجور وارتفاع الأسعار.
ويجدر علينا الإشارة إلى أن وقوع أي خطر على أي دولة قد يؤثر أيضا على دول أخرى، وما يؤكد هذا الأمر هو ما حدث للمكسيك عام 1982، حيث ذكر فيليب موروديفارج (بدون تاريخ) بأن المكسيك قد قامت بالتوقف عن مدفوعاتها بسبب تعرضها للإفلاس في عام 1982 ، وهذا الأمر تسبب في الذعر العالمي وأسفر عن تحلل النظام الاقتصادي والمالي الدولي، وتم كبت الأمر بمجموعة من التدابير كـ إعادة جدولة الديون واتخاذ إجراءات استثنائية بين صندق النقد الدولي والدول المدينة ووضع سياسة تصحيح هيكلي، من خلال إنشاء سوق ثانوية للديون تباع وتشترى فيها سندات الدين.
وقد تكرر الأمر في عام 1994، ولكن في هذه المرة استعان الرئيس الأمريكي حينذاك (بل كلنتون) بنفوذه السياسية وتمكن من أن يتحصل على 50 مليار دولار معونة من صندوق النقد الدولي دعما للمكسيك، وهذا التدخل الأمريكي لم يأتِ إلا خوفا من انهيار المشروع الأمريكي لإقامة وحدة اقتصادية لعموم أمريكا.
وفي اللحظة التي حظيت بها المكسيك بالإنقاذ العالمي، تفجر تمرد في ولاية تشياباس، ويعود هذا التمرد نظرا للصرامة الاقتصادية والمالية التي فرضتها العولمة على المكسيك، وقد تلجأ الشعوب لمواجهة تسلل العولمة إلى ما هو أكثر فعالية لديها كـ تاريخها، أساطيرها وخرافتها!!
وخلاصة لما تم ذكره، نجد بأن المؤسسات والمنظمات المالية الدولية تساعد البلدان النامية والفقيرة بتقديم الدعم المادي لهم، مقابل فرض برامج إعادة الهيكلة، من أجل أن تتمكن تلك الدول من اندماجها في السوق العالمي، وقد يكون الأمر مفيدا لحكومة الدول لرفع مستواها الاقتصادي، ولكن الناتج قد يكون سلبيا على الشعوب ومستوى معيشتهم بسبب تدنى الأجور وارتفاع الأسعار.
-----------------------
المراجع
بكير، منال. (2022، مايو 17). تعريف المؤسسات المالية الدولية. موقع موضوع. تم الاسترداد من الرابط اضغط هناالجناحي، عبدالله. (2000، يناير 07). الحصار اكتمل مع بروز منظمة التجارة العالمية، القهر الاقتصادي يطوق الدول النامية. صحيفة البيان الإماراتية. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا
طوير، لخضر. (2013، يونيو 15). العولمة الاقتصادية دوافعها وأبعادها [وثيقة PDF]. موقع سيريست. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا
موروديفارج، فيليب. (بدون تاريخ). العولمة، (ترجمة كمال السيد). القاهرة، مصر: شركة الخدمات التعليمية. (العمل الأصلي نشر في 1998)
إرسال تعليق