تصنيف الدول وارتباطها بنظريات التنمية

من المنظور الاقتصادي يتم تصنيف الدول عالميا بناءً على مقاييس استمرارية نمو الناتج القومي الإجمالي (Gross National Product - GNP) وما ينعكس عنه من نمو مستمر في دخل الفرد الإجمالي أو ما يسمى بنصيب الفرد من الناتج المحلي (GNP Per CAPITA)، علما بأن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة – الاسكوا (بدون تاريخ) قد قامت بتعريف الناتج القومي الإجمالي بأنه عبارة عن "القيمة النهائية للسلع والخدمات المنتجة أثناء عام كامل بواسطة وسائل الإنتاج المملوكة من قبل أبناء هذا البلد"، كما أن دانا النسور (2021) قد وضحت بأن النصيب الفرد من الناتج المحلي ما هو إلا عبارة عن "الناتج القومي الإجمالي مقسومًا على عدد الأشخاص في الدولة".

وأما بشأن النظريات المتعلقة بالتنمية  فإني أرى بأنها معلومات جديدة ومستحدثة لدي، ومن باب الاستذكار والتذكر نجد بأن رفاح العياصرة (2019) قد قام بتوضيح مفهوم التنمية وهي عبارة عن "تحقيق مستمر في الناتج القومي الإجمالي، يصحبه نمو مستمر في متوسط دخل الفرد الإجمالي يؤدي إلى تحسين في مستوى المعيشة للأسر والأفراد".

وقد تشكلت من استخدام مفهوم التنمية عدد من النظريات التي تعكس الفكر التنموي الغربي، ومنها حسبما ذكرها مجد الدين خمش (2004):

• نظرية التحديث
• نظرية النظام العالمي الحديث
• نظرية التبعية
• نظرية العلاقة بين الحضارات المعاصرة

وبالنظر إلى تلك النظريات، نجد مجد الدين خمش (2004) قد أوضح أيضا بأن جميع النظريات تقدم عددا من المقولات المستندة إلى مفهوم التنمية، وهي تعمل على تفسير عملية تحقيق – أو عدم تحقيق – التراكم الرأسمالي وزيادة الإنتاجية في البلدان النامية.

وهذه النظريات والأفكار التي تندرج تحت مفهوم التنمية لم تكون مألوفة عندي، وقد استفدت كثيرا عندما اطلعت عليها عن كثب، بالرغم من أن طريقة تفكيري بشأن التنمية قد تكون مقاربة لرؤية وفلسفة فرانسيس فوكوياما كما تم ذكره من قبل مجد الدين خمش (2004)، وذلك من حيث:

• تقليل أو إلغاء الفوارق الطبقية والطائفية والتأكيد على المساواة بين الأفراد.
• عدم المبالغة بالتميز القومي وممارسة التعصب الثقافي.

وقد أضرب مثلا حول هذه الفكرة ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة وما وصلت إليه، حيث ان الزائر لهذه الدولة لن يشعر بوجود الفوارق الطبقية والطائفية في التعامل من قبل الآخرين، ولن يجد المبالغة بالتميز القومي أو من يمارس عليه التعصب الثقافي، وهذا الأمر ساهم في ارتقاء الدولة وذلك من خلال جذب السياح والمستثمرين من جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى دفع التجارة والاستثمار والتأثير المباشر في اقتصاداتها الوطنية، وساهم أيضا في ارتقاء الدولة وتمركزها على قمة التصنيف العربي والـ 22 عالمياً في مؤشر أفضل الدول لعام 2021 الصادر عن شبكة يو أس نيوز أند وورلد ريبورت الإعلامية الأمريكية والذي يقيس أداء 78 دولة حسب الخصائص والتوجهات التي تسهم، وذلك كما جاء ذكره من قبل أحمد البشير (2021).

استخلاصا لما ذكر، تتم عملية تصنيف الدول عن طريق مقاييس استمرارية نمو الناتج القومي الإجمالي وما ينعكس عنه من نمو مستمر في دخل الفرد الإجمالي، ورغم تعدد النظريات التي تساهم في ارتقاء الدول وتنميتها إلا وأننا لابد نراعي بأن هذه النظريات قد تنجح في دولة ما وتفشل في أخرى، وذلك بسبب اختلاف المستويات الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ما بين المجتمعات الدولية أو الدول.

--------------------

المراجع

البشير، أحمد. (2021، أبريل 14). الإمارات الأولى عربياً والـ 22 عالمياً بين أفضل الدول للعام 2021. موقع صحيفة الخليج الإماراتية. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا
خمش، مجد الدين. (2004). الدولة والتنمية في إطار العولمة. عمان، الأردن: دار مجدلاوي للنشر والتوزيع
العياصرة، رفاح. (2019ـ أكتوبر 09). التنمية ونظرياتها. موقع إي عربي. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا
"الناتج القومي الإجمالي". (بدون تاريخ). موقع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة – الاسكوا. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا
النسور، دانا. (2021، أكتوبر 31). أهم المعلومات عن الناتج القومي الإجمالي. موقع رواد. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا