تأثير انقطاع التكنولوجيا على الجميع

لقد أصبحت التقنيات التكنولوجية في العصر الحديث جزء لا يتجزأ من أساسيات الحياة، وأصبحت كذلك من أهم مقومات النهوض وتحقيق الازدهار والتنمية في مجالات شتى، كالمجالات الاقتصادية المرتبطة بعالم المال والأعمال، وكذلك المجالات المرتبطة بالصناعة والتجارة، والمجالات الطبية، والمجالات التعليمية، بالإضافة إلى مجالات الاتصال والنقل الموجّه.

كما تشهد التقنيات التكنولوجية بشكل يومي العديد والعديد من التطورات تسمى بالتطور التكنولوجي، وقد عرفت أمينة مصطفى (2021) مفهوم التطور التكنولوجي بكونه "التغير والتطور الذي يستخدم المعرفة العلمية لأغراض وتطبيقات عملية"، وقد ساهم هذا التطور الذي نعاصره الآن في تيسير وتسهيل مجريات الحياة بكافة أشكالها، حتى بتنا في عداد المدمنين لهذه التقنيات، ولو استيقظنا جميعاً في عالم انقطعت فيه كافة الوسائل التكنولوجية بما فيها الاتصال والإنترنت ستنقلب الحياة رأسا على عقب، وسنتأثر جميعا بسبب هذا الانقطاع.

فعلى نطاق المجتمع نجد بأن فيديل سبيتي (2021) قد ذكر بعضا من الأثار السلبية التي ستظهر في العالم في حال اختفاء الإنترنت وانقطاعه، وهي على النحو التالي:

• اختفاء الشركات القائمة على الأعمال الإلكترونية، كـ (مواقع التجارة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث).
• فساد المواد الغذائية المحفوظة في ثلاجات محلات البقالة بسبب انقطاع الكهرباء.
• تعطل المعاملات المالية بين المصارف العالمية.
• ضياع المعاملات التجارية الدولية.
• ظهور أعمال الشغب نظرا لقلة توفر الطعام والأدوية ومياه صالحة للشرب.
• انفلات أمني بسبب عدم التمكن من التواصل مع القوات الأمنية لضبط الأوضاع.

أما تأثير الانقطاع على الأفراد من وجهة نظري الشخصية سيكون على النحو التالي:

• اختفاء ما يسمى بالتعليم عن بعد، أو التعلم مع الاقران.
• صعوبة الحصول على المعلومة، وإعداد الأبحاث.
• صعوبة الحصول على الأموال المودعة في المصارف.
• التعطل عن العمل.
• التعرض للأمراض النفسية.
• انقطاع الأخبار المتعلقة بالأحداث العالمية.
• انقطاع التواصل مع الأهل والأصدقاء المتواجدين في مناطق أخرى.

وفي المقابل نجد وجهات نظر إيجابية يراها البعض في حال انقطاع التكنولوجيا، إذ أنهم يتصورون بأن الحياة ستعود لفطرتها الطبيعية، تحديدا بعد أن نتقبل الأمر المحتوم علينا، حيث ان مصعب المبيض (2019) قد ذكر بعضا من هذه الإيجابيات، ومنها:

• التفرغ التام للأنشطة والأعمال الأساسية وعدم إهدار الوقت في تصفح مواقع التواصل.
• استبدال ساعات السهر على الهواتف المحمولة بجلسات سمر مع الأصدقاء.
• تكوين أنشطة ممتعة ومختلفة مع الأهل والعائلة.
• العودة لممارسة الرياضة وتنظيم ساعات النوم.
• تحسن الحالة الصحية والنفسية.
• اشغال أوقات الفراغ بقراءة الكتب والروايات.

بشكلٍ عام، لابد علينا وأن نعترف بأننا قد أصبحنا مدمنين لهذه التقنيات، ولابد أن نقنن عملية استخدامها حتى لا نتعرض لأي انتكاسات أو أمور سلبية جراء الانقطاع المفاجئ، ولا بد أن ننوه أيضاً بأنه في حال انقطاع التكنولوجيا سيكون تأثيرها كبير على الدول والشعوب التي تعتمد اعتمادا تاما على كافة وسائلها، أما الدول النامية أو الفقيرة التي لم تساير الركب التكنولوجي في تسيير حياتها فإنها لن تتضرر كثيراً، نظراً لبساطة الحياة لديهم واعتمادهم التام على الرعي والزراعة.

------------------------

المراجع

سبيتي، فيديل. (2021ـ يونيو 18). هكذا سيكون شكل العالم... إذا اختفت الإنترنت. موقع صحيفة اندبندنت عربية. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا
المبيض، مصعب. (2019، يوليو 20). ماذا لو اختفى الانترنت من عالمنا. مدونة مصعب عماد المبيض. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا
مصطفى، أمينة. (2021ـ أغسطس 09). مفهوم التطور التكنولوجي. موقع مفهرس. تم الاسترداد من الرابط اضغط هنا